Logo

"الهيب هوب" في موريتانيا

توحي أنغام الموسيقى الموريتانية عادة بمشهد فناني الصحراء الملثمين وهم يداعبون العود التقليدي بين كثبان رملية ذهبيّة في فضاء مفتوح تحت ضوء القمر وينشدون قصائد فصيحة تتغنّى بالنساء الجميلات والأماكن البعيدة.

لكن هذه الصورة لم تعد تعكس حقيقة المشهد الفني الموريتاني الذي تطوّر بشكل لافت، حيث بدأ الجيل الشبابي يكتسح الساحة الفنيّة بقوة ليفرض نمطاً موسيقيّاً جديداً أصبح فيه الفنّ فاعلا حياً في المجتمع.

الرّاب في بلد المليون شاعر

وصلت موسيقى الهيب هوب إلى موريتانيا بداية التسعينيات من القرن الماضي متأثرة بتيار الرّاب الأمريكي والإفريقي، هذه الروافد الأجنبية امتزجت بالموسيقى العربية المحلية من جهة، وتفاعلت مع واقع سياسي واجتماعي حافل بالأحداث، بدأت تأثيراته وارتداداتها تتسرب إلى فن الهيب هوب شيئاً فشيئاً في السنوات الأخيرة فأصبح لنجوم الراب تأثير في البلاد التي لم تعدّ بلد المليون شاعر فحسب بل أيضاً بلد مئات فناني الهيب هوب الشباب الذين ينشدون وطناً أفضل.

تمتاز الكلمات التي يختارها مغنيو الراب بموريتانيا بأسلوبها البسيط وتتناول حكاية الواقع اليومي للانسان الموريتاني لتعبّر بذلك عن المشاكل الاجتماعية. تحرص الأغاني التي تقدمها هذه الفرق على عدم التصادم مع المجتمع وتقاليده من فلكلور وأزياء تقليدية، بل تركز على الفساد الاجتماعي.